\
/
في ارتعاشة قلمي وطن !
لـ كل حرفٍ اضطُهد من قبل ملوك ورؤساء العالم ..
لأنه ارتكب ذنباً فاحشاً ..
وهو أنه وُلد مفقود الوطن .. لا يحمل جواز سفر !! ..
أرضهُ الأرض .. وسماؤه السَماء .. وربهُ ربّ البشر ..
أباه مزج دمعه بـ عرقِه .. لـ يقتل فيه إحساسُ الغربة ..
أذاقه نومه وذاق من أرقِه .. واستنجد في دُمسِ الليل ربّه ..
أمّهُ لو ضمنت أن ما بقي من عمرها ..
سـ يتحوّلُ عمراً له !! ..
لـ توفّت !!
بعدئذٍ قرّر أن يتّخذ منهما وطنا ! ..
"
"
"
في ارتعاشة قلمي وطن !! ..
لـ من فتح مذكّرته وتفاجأ بـ هجرة كل الحروف ! ..
ربما لأن تلك الذكريات ..
لم تكن تستحق الذكر !! ..
لـ ذلك سكان الذكريات ..
[ الشوق / الحب / الحنين / اللهفة ] ..
هاجروا إلى الجحيم !! ..
"
"
"
في ارتعاشة قلمي وطن !! ..
لـ من أسرف في الدموع ..
إلى أن تبرمج عقله على أن كل السوائل دموع !!
مسكين هذا !!
إنّه لا يُفرّقُ بين القطراتِ والدمعات ..
"
"
"
في ارتعاشة قلمي وطن !! ..
لمن كان يتمرّدُ على الحرف ويتباهى بـ ذلك ..
إلى أن انقض عليه الحزن ..
وعلّمه كيف يكون التمرّد الحقيقي !..
إلى أن جفّت مشاعره فـ صارت قاسيةً صلبة ..
إلى أن اصطدم بـ واقعه وتفتت إرباً إربا ..
إلى أن تيقّن أن تحرير القلب من جور العشق ..
يتطلّب السير من حدود الوفاة إلى منتصف [ الموت ] ..
"
"
"
في ارتعاشة قلمي وطن !! ..
لـ عابر سبيل / فقير / وحيد ..
صفعه الزمن بـ عنف ..
إلى أن وصل لـ قرية سكانها من قبيلة واحدة ..
شعر بـ شيء رائع وهو يلمس جدرانها ..
- وفي نفسه : كأن هذا الإحساس هو ما يُسمى بـ [ الدفء والحنان ] ! ..
مجرّد أن تعمّق إلى الداخل ..
رَكَلوه وأخرجوه بـ حجةِ أنه ليس منهم ! ..
خرج وهو يبكي على حظه العقيم !..
وصل إلى الشاطئ .. ورفع يديه ! ..
ربي .. إذا كان [ الدفء والحنان ] لديك ..
فـ خذني !! خذني !! ..
"
"
"
في ارتعاشة حرفي وطن !! ..
لـ من عاد بعد غربة طويلة جداً ..
وكله شوق لـ معانقة أحبّته ..
وعند وصوله ..
لم يجد أحداً في المطار ..
تحامل هذه الصدمة والتمس العذر لهم ..
إلى أن وصل منزله [ سابقاً ] ..
ووجده مهجوراً ليس من الإنس وحسب / من الجن أيضاً ..
فـ جلس في فناء المنزل ..
واحتضن الحجارة بـ كل قوة .. وبدأ يبكي !! ..
"
"
"
في ارتعاشة قلمي وطن !! ..
وفي غناء أسطري شجن !! ..
لم أتعمّد غسل الأحرف بـ دموعي ..
ودعكه بـ صرخاتي لـ إظهار بريق [ الحزن ] ..
ارتشفوها / كـ قهوتي ..
التي أصبحت مع مرور الزمنِ حلوا !؟! ...
/
\